9 صدمات للعودة من ألمانيا إلى الديار
9 صدمات للعودة من ألمانيا إلى الديار.
تحمل العودة إلى الوطن خلال فترة الأعياد طابعاً خاصاً لكل من يعيش في ألمانيا، فهي فرصة للقاء الأحباب واستعادة الذكريات الجميلة.
إلا أن هذه الزيارة قد تكون، في بعض الأحيان، محمّلة بمشاعر متناقضة، إذ يواجه البعض ما يُعرف بـ«الصدمة الثقافية العكسية»، حين يكتشفون أن أشياء كثيرة لم تعد كما كانت، أو أن نظرتهم إليها تغيّرت بعد سنوات الغربة، فينشأ شعور بالارتباك، وكأنهم يعودون إلى مكان مألوف، لكنه يبدو غريباً في الوقت نفسه.
تشاركنا راشيل لوكستون، التي انتقلت إلى برلين عام 2017، تجربتها الأولى مع الصدمات الثقافية في ألمانيا، بدءاً من أسلوب الحديث المباشر لدى الناس، مروراً بالتعقيدات البيروقراطية، وصولاً إلى عادات الساونا حيث العري أمر طبيعي، غير أنها لم تكن تتوقع أن الصدمة الأعمق ستواجهها عند عودتها إلى بلدها الأصلي، لا سيما خلال موسم عيد الميلاد ورأس السنة، حين تصبح الفروقات الثقافية أكثر وضوحاً ولا يمكن تجاهلها.

1. الناس يبتسمون ويتحدثون مع الغرباء
من أكثر الأمور التي لفتت انتباهها فور وصولها إلى أبردين، شمال شرق اسكتلندا، سهولة التواصل الاجتماعي، أحاديث عابرة مع غرباء في المتاجر، مزاح خفيف مع العاملين في المقاهي، وابتسامات بلا سبب واضح.
وهذا الدفء الاجتماعي، الذي يُعد أمراً طبيعياً في اسكتلندا، نادر الحدوث في برلين، حيث تسود العلاقات الرسمية والعملية. وقد وصل بها الأمر إلى الضحك من شدة دهشتها، لشعورها بأنها فقدت الاعتياد على هذا النوع من التفاعل الإنساني.
2. إشارات المرور ليست مقدسة
ترسخ الحياة في ألمانيا التزاماً صارماً بقواعد السير، حتى بالنسبة للمشاة. انتظار الإشارة الخضراء يصبح سلوكاً تلقائياً. وعند العودة إلى الوطن، يبدو هذا الالتزام غريباً في نظر الأصدقاء، الذين يعبرون الشارع متى سنحت الفرصة.
وتعليق أحدهم كان ساخراً لكنه صادق: «لقد أصبحتِ ألمانية أكثر مما تظنين».
3. الدفع النقدي لم يعد هو القاعدة
رغم التطور، لا يزال الدفع النقدي حاضراً بقوة في ألمانيا، وغالباً ما يُفاجأ الزبائن بعبارة «نقداً فقط»، وفي المقابل، يُعد الدفع بالبطاقة في المملكة المتحدة هو الأساس، حتى في أبسط المعاملات.
ويجعل هذا الفارق التعامل اليومي مع المال عند العودة إلى الوطن تجربة مختلفة تماماً.
4. هوس التسوق قبل الأعياد
على الرغم من احتفال الألمان بعيد الميلاد وتبادل الهدايا، فإن وتيرة الاستهلاك تبدو أكثر هدوءاً مقارنة بالمملكة المتحدة.
ففي ألمانيا، تكون ساعات عمل المتاجر محدودة خلال العطلات، بينما تشهد بريطانيا موجة تسوق محمومة، خاصة في «يوم الصناديق»، حيث تبدأ التخفيضات الكبرى منذ ساعات الفجر الأولى.

5. يوم الاحتفال الرئيسي مختلف
يُعد الرابع والعشرون من ديسمبر الحدث الأهم في ألمانيا، بينما يحتل الخامس والعشرون مكانة خاصة في بريطانيا.
وهذا الاختلاف في التقاليد يمنح كل تجربة طابعها المميز، ومع مرور الوقت يصبح الجمع بين العادتين مزيجاً ممتعاً يرضي الطرفين.
6. الهوس الألماني بفتح النوافذ
تُعد عادة «اللوفتن» أو تهوية المنازل تقليداً ألمانياً راسخاً، يُمارسه السكان يومياً مهما انخفضت درجات الحرارة.
وبعد التعايش معها، يصبح من الصعب التخلي عنها. في بريطانيا، لا تحظى هذه العادة بالقبول نفسه، ما يجعل محاولات نشر ثقافة التهوية الألمانية بين العائلة والأصدقاء محل استغراب، وربما انزعاج.
7. الألعاب النارية ليست جزءاً من المشهد
في ألمانيا، تبدأ الألعاب النارية قبل رأس السنة وتبلغ ذروتها في ليلة صاخبة تتحول فيها الشوارع إلى فوضى حقيقية.
ولايحظى هذا التقليد بالانتشار ذاته في المملكة المتحدة، حيث تظل الاحتفالات أكثر تنظيماً وأقل ضجيجاً، وهو ما تعتبره لوكستون جانباً إيجابياً.

8. مياه الصنبور… مفاجأة سارة
العودة إلى اسكتلندا تعني الاستمتاع بمياه صنبور باردة ومنعشة، ذات جودة عالية وطعم مميز، مقارنة بالمياه العسرة في برلين.
كما أن تقديم مياه الصنبور مجاناً في المطاعم والمقاهي أمر شائع، على عكس ألمانيا حيث يُعد ذلك استثناءً.
9. لا تطلب «بيرة صغيرة»
حتى في الحانات، تظهر آثار العيش في ألمانيا، فطلب «بيرة صغيرة» أو «كبيرة» أسلوب شائع هناك، لكنه غير مألوف في بريطانيا، حيث يُعتمد نظام «الباينت» ونصف الباينت.
ومع ذلك، ترى الكاتبة أن هذه التفاصيل البسيطة دليل على اندماجها العميق في الثقافة الألمانية.
يترك العيش في ألمانيا أثراً واضحاً في العادات والسلوكيات، وعند العودة إلى الوطن، قد يشعر المرء بغرابة وكأن كل شيء مختلف. وبين الدهشة والحنين، يكتشف أن هويته أصبحت مزيجاً من ثقافتين، فالصدمة التي يشعر بها عند العودة ليست سوى انعكاس لرحلة طويلة من التغيير، غيّرت نظرته إلى وطنه وإلى العالم من حوله.



