الحياة في ألمانيا

تعرف إلى أسعد المهاجرين في ألمانيا

إعلانات

تعرف إلى أسعد المهاجرين في ألمانيا.

أظهرت دراسة جديدة كيف يختلف شعور المهاجرين في ألمانيا بالرضا عن حياتهم، وقد ركزت الدراسة على العوامل التي تجعلهم يشعرون بالسعادة أو بالعكس، وكيف يتأقلمون مع المجتمع الألماني.

وكشفت الدراسة، التي أجراها المعهد الألماني لأبحاث السكان من خلال “مرصد الرفاهية”، عن فروق كبيرة بين المهاجرين الجدد والذين عاشوا في ألمانيا لفترة طويلة.

وشارك في الاستطلاع حوالي 30 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 20 و52 سنة، وطلب منهم تقييم حياتهم على مقياس من صفر إلى عشرة، وكان من بين العناصر التي تم النظر إليها مدة بقائهم في البلاد، وضعهم السياسي، ومدى تمكنهم من اللغة الألمانية.

أبرز النتائج.. من هم الأسعد؟

أظهرت الدراسة أن المهاجرين من أوروبا الشرقية، بما في ذلك بولندا ودول الاتحاد السوفيتي السابق، سجلوا أعلى مستويات الرضا عن حياتهم، حيث صرح ما يقرب من واحد من كل أربعة أشخاص بأنهم “راضون جداً”، مقارنةً بمتوسط وطني يبلغ 17%.

ويرجع الباحثون ذلك إلى التقارب الثقافي وطرق الهجرة الأكثر سلاسة.

 كما أن من عاشوا في ألمانيا لأكثر من 45 عاماً أبدوا رضاً مرتفعاً، ما يشير إلى أن الألفة والاستقرار أساس السعادة.

في المقابل، أظهرت الدراسة أن المهاجرين من آسيا وأفريقيا يواجهون مستويات أعلى من عدم الرضا، نتيجة تجارب التمييز، الصعوبات الثقافية، وتعقيد إجراءات الهجرة.

كما تبين أن اللاجئين العراقيين أكثر شعوراً بعدم الرضا مقارنة باللاجئين السوريين، ويرتبط ذلك غالباً بوضع إقامتهم وحماية لم شمل الأسرة. اللاجئون الأوكرانيون أظهروا أيضاً مستويات عالية من عدم الرضا، وهو ما يُعزى إلى الصراع في وطنهم ومدة إقامتهم القصيرة في ألمانيا.

 مفارقة الاندماج

يشير الباحثون إلى مفارقة الاندماج بين أجيال المهاجرين، حيث أن أحفاد المهاجرين غالباً ما يعبرون عن رضا أقل عن حياتهم مقارنة بالجيل الأول، رغم اندماجهم الاجتماعي والاقتصادي.

وصاغ خبير الاندماج علاء الدين المفعلاني هذا المصطلح، موضحاً أن الاندماج الناجح قد يزيد أحياناً من الشعور بالإحباط، خصوصاً عند محاولة التأثير في المجتمع وتشكيله، ومواجهة مقاومة غير متوقعة.

 توصيات لتعزيز السعادة والاندماج

أكد الباحثون على أن الاستقرار الاقتصادي، الوظائف، الصحة، والفرص التعليمية تلعب دوراً محورياً في تحسين رضا المهاجرين. وأوصوا بتسريع الاعتراف بالمؤهلات الأجنبية، توفير دورات اللغة، ودعم الأشخاص المتأثرين بصدمات نفسية.

كما أظهرت الدراسة أن إتقان اللغة الألمانية واستخدامها في الحياة اليومية يزيد بشكل مباشر من فرص الشعور بالسعادة.

 الألمان في الخارج

أشارت الدراسة أيضاً إلى أن نسبة ضئيلة من الألمان (0.4% في 2024) يختارون الهجرة إلى الخارج، وغالباً ما يُبلغ هؤلاء عن مستويات رضا أعلى مقارنة بمن بقوا في ألمانيا، نتيجة المناخ الأفضل، انخفاض تكاليف المعيشة، وزيادة القدرة الشرائية.

 أما الذين يفكرون في الهجرة ولم يتحركوا بعد، فهم غالباً يعبرون عن رضا أقل، ما يعكس قلقهم أو رغبتهم في التغيير.

تُظهر الدراسة أن السعادة عند المهاجرين في ألمانيا مرتبطة بأمور كثيرة، مثل مدى تأقلمهم مع الثقافة الجديدة، واستقرار حياتهم، وقدرتهم على التحدث باللغة، ووضع إقامتهم. بعضهم يعيش حياة مرضية ويشعر بالرضا، لكن هناك آخرون يواجهون صعوبات تحتاج إلى دعم من المؤسسات وسياسات تساعدهم على الاندماج بشكل أفضل.

والهدف هو توفير حياة أفضل لهم، ويشعروا فعلاً بالسعادة وينتموا للمجتمع بشكل كامل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى