الحياة في ألمانيا

كيف تبني صداقات ناجحة مع الألمان وتندمج بسهولة

إعلانات

كيف تبني صداقات ناجحة مع الألمان وتندمج بسهولة.

يقال في المثل العربي أن الجنة بلاناس لاتداس، لذلك فإن بناء علاقات الصداقة والاندماج في المجتمع من أهم  العوامل التي تؤثر على الصحة النفسية ، ويعتبر بناء الصداقات في ألمانيا من أبرز التحديات التي يواجهها الوافدون الجدد، لما لها من أثر بالغ على الاستقرار والاندماج في المجتمع.

ووفقاً لتجارب لعديد من الأشخاص فقد تكون رحلة تكوين صداقات جديدة مع الألمان صعبة، لكنها ليست مستحيلة مع الصبر والمثابرة.

لماذا يصعب تكوين صداقات في ألمانيا؟

تُظهر استطلاعات الرأي أن ألمانيا تحتل مراكز منخفضة في قوائم الدول الأكثر وداً للمغتربين، ويرجع ذلك إلى الثقافة الاجتماعية المتحفظة إلى حد ما، حيث يفضل كثير من الألمان الاحتفاظ بدوائر صداقاتهم الضيقة.

ويعتمد حوالي 40% من الوافدين بشكل رئيسي على صداقات مع أجانب، بينما يمتلك  أقل من 20% فقط شبكة صداقات ألمانية، فضلاً عن أن نسبة غير قليلة تجد صعوبة في بناء صداقات محلية أو أجنبية.

تجارب مختلفة عن الاندماج في ألمانيا 

يقول بعض الناس إن الاندماج سهل، ويجد آخرون صعوبة كبيرة في ذلك، فثلاً، هناك من يشعر أنه أصبح جزءاً من المجتمع بسرعة، بينما هناك من يعيش سنوات طويلة دون أن يشعر بالانتماء الحقيقي. 

في بادن فورتمبيرغ، تقول مادلين إنها لم تواجه مشاكل في تكوين صداقات، بل إنها لا تتخيل حياتها بدون أصدقائها الألمان،  لكن في أوسنابروك، تشعر أماندا بالعكس تماماً، فهي تعيش هناك منذ 13 عاماً ولا تزال تشعر بالغربة، ولم تتمكن من تكوين علاقات قوية. 

في برلين، يشتكي سيمون من أن الألمان غالباً ما يتحدثون مع بعضهم بلغتهم، ولا يحاولون تقريب الأجانب إليهم، ويلاحظ أحياناً سلوكيات قد تبدو غير واعية، لكنها تترك أثراً سلبياً. 

أما جينا من هامبورغ، فقد وجدت بعض المعارف من خلال النوادي الرياضية، لكنها تعتبر أن هذه العلاقات سطحية، وليست صداقات عميقة. 

كل شخص يعيش التجربة بطريقة مختلفة، والاندماج ليس طريقاً واحداً يناسب الجميع.

دور الأطفال في بناء العلاقات الاجتماعية

يلعب الأطفال دوراً جيداً في التعرف على أشخاص جدد، فكثير من الناس يعرفون بعضهم البعض من خلال الحضانة أو المدرسة.

يقول جيم، وهو أمريكي مقيم في برلين، إنه تعرف على كثير من الأشخاص عبر أطفالهن فعندما يكون لديك طفل، توجد مناسبات كثيرة تلتقي فيها بأهالي آخرين.

لكن هناك أمر مهم، ليس كل هذه العلاقات تتحول إلى صداقات حقيقية، فمثلاً، الألمان يعاملك بشكل جيد، لكن ليس بالضرورة أن يصبحوا أصدقاء لكن فقد تبقى العلاقة سطحية بعض الشيء.

ويفضل بعض الناس توسيع هذه العلاقات وتعميقها، بينما يشعر آخرون بالراحة في اعتبارها مجرد معارف عادية، وكلٌ حسب طبيعته.

كيف تبني صداقات مع الألمان؟

1. الصبر والمواظبة

الصداقات في ألمانيا لا تُبنى بين ليلة وضحاها، فهي تتطلب لقاءات متكررة ومواظبة على حضور الأماكن والفعاليات نفسها.

2. استغلال بيئة العمل

العمل يشكل منبراً مهماً لبناء صداقات عبر التفاعل اليومي مع الزملاء.

3. المشاركة في الأنشطة والفعاليات المحلية

تتيح النوادي الرياضية، الفعاليات الثقافية، المجموعات الموسيقية، والمسابقات الاجتماعية فرصاً جيدة للتعارف والتواصل.

أهمية الصداقات الألمانية في الاندماج

وجود أصدقاء ألمان، بصراحة، يجعل الاندماج أسهل بكثير،  فعندما يكون لديك أصدقاء من هذا البلد، يتغير الأمر تماماً.

فهم الثقافة من الداخل وليس من الخارج أمر مختلف تماماً، فهناك كثير من الأمور التي لن تعرفها إلا إذا عشت مع أهل البلد.

من الجميل أن تشارك في حفلاتهم واحتفالاتهم، فهذا يجعلك تشعر بأنك جزء منهم وليس مجرد غريب.

كما أن هذه الصداقات قد تفتح لك أبواباً في العمل، فقلة من يرفض مساعدة صديق قديم.

لكن، مع ذلك، ليست كل الأمور وردية، ففي أحيان كثيرة ستشعر بوجود فروق كبيرة بينك وبينهم، وهذا أمر طبيعي في النهاية.

المهم ألا تنتظر أن يكونوا هم من يأتون إليك، بل حاول أن تبادر بخطوة، وستجد الكثير من الناس المتقبلين لك.

نصائح ذهبية لتكوين صداقات في ألمانيا

  • تعلم اللغة الألمانية: نصف المشاركين أكدوا أن إتقان اللغة يعزز فرص بناء علاقات.
  • قبول الاختلافات الثقافية: تفهم واحترام العادات والتقاليد يُسهل التواصل.
  • الصبر والمثابرة: لا تيأس من المحاولة وكرر حضور الفعاليات بانتظام.
  • الابتسامة والتحدث: كن ودوداً ومستعداً للحديث، فذلك يفتح أبواباً جديدة.

انضم إلى النوادي والمجموعات: كرة القدم، التطوع، المجموعات الثقافية والدينية، كلها بيئات مناسبة للقاء أصدقاء جدد.

يتطلب تكوين صداقات مع الألمان جهداً ووقتاً، لكن نتائجها تستحق العناء، فالصداقات الحقيقية تفتح أمامك أبواباً لفهم أعمق للثقافة الألمانية، وتزيد من شعورك بالانتماء والراحة في وطنك الجديد، فلا تتردد في الابتسام، تحدث، وكن صبوراً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى