تفاصيل تخفيض تكلفة رخصة القيادة في ألمانيا.
تعد تكلفة الحصول على رخصة القيادة في ألمانيا من بين الأغلى في أوروبا، مما يجعل الحصول عليها صعباً وحلماً للكثير من الناس سواء كانوا مقيمين أو مواطنين.
وفي ظل الجدل المتزايد حول ارتفاع الأسعار، خرج وزير النقل الألماني باتريك شنايدر بخطة إصلاح كبيرة، هدفها تخفيف العبء المالي وتسهيل الإجراءات، من خلال إدخال التعليم الرقمي واستخدام أدوات تدريب حديثة تسهل التعلم.
لماذا تُعد رخصة القيادة في ألمانيا مكلفة؟
يتطلب الحصول على رخصة القيادة في ألمانيا المرور بعدة مراحل ومصاريف مختلفة، تبدأ من دروس القيادة النظرية والعملية، مروراً بدورات الإسعافات الأولية، وفحوصات النظر، وصولاً إلى رسوم الاختبار وإصدار الرخصة.
وقد بلغت التكلفة الإجمالية للحصول على رخصة فئة B بين 2800 و3500 يورو عام 2022، لكن الأسعار شهدت ارتفاعاً ملحوظاً خلال العامين الماضيين لتصل اليوم إلى 3400–4000 يورو أو أكثر.
وأثقلت هذه التكاليف كاهل الطلاب والشباب والعائلات، وحتى الأجانب الذين يسعون لتحويل رخصهم الأجنبية إلى ألمانية.
وقال الوزير شنايدر تعليقاً على ذلك:
“يجب ألا يكون التنقل امتيازاً لمن يملكون المال، بل حقاً للجميع.”
محاور الخطة الحكومية الجديدة
تهدف الخطة إلى خفض التكاليف دون المساس بجودة التدريب أو معايير السلامة، من خلال إدخال حلول رقمية وتنظيمية جديدة من المقرر أن يبدأ تنفيذها في النصف الأول من عام 2026.
وفيما يلي أبرز ملامح الخطة:
1. التعلم عبر الإنترنت بدلاً من الحضور الإلزامي
سيُسمح لطلاب مدارس القيادة باختيار الدروس النظرية أونلاين من خلال تطبيقات ومنصات رقمية معتمدة.
هذا التوجه سيُقلّل الحاجة إلى القاعات التقليدية ويخفض رسوم التدريب، مع توفير مرونة أكبر للطلاب العاملين أو المقيمين في مناطق نائية.
2. توسيع استخدام أجهزة محاكاة القيادة
ستُستخدم أجهزة المحاكاة الحديثة في التدريب على مواقف معينة، مثل القيادة اليدوية أو الليلية أو على الطرق السريعة، مما يقلل عدد ساعات التدريب داخل السيارة الفعلية مع المدرب، وبالتالي خفض التكلفة الإجمالية بشكل ملحوظ.
3. تبسيط متطلبات التدريب داخل السيارة
تعمل وزارة النقل على تخفيض عدد الدروس الإلزامية داخل السيارة واستبدال بعضها بالتدريب الرقمي أو المحاكاة.
سيوفر هذا الإجراء مئات اليوروهات لكل طالب، خاصة مع ارتفاع أسعار الوقود وخدمات المدارس الخاصة.
4. إصلاح الاختبار النظري
سيتم تقليص عدد أسئلة الامتحان النظري من 1169 إلى نحو 750 سؤالاً فقط، مع التركيز على الأسئلة الأكثر ارتباطاً بالسلامة المرورية والمواقف الواقعية.
يُتوقع أن يؤدي ذلك إلى تقليل نسبة الرسوب، وبالتالي خفض التكاليف الناتجة عن إعادة الامتحانات.
5. تقصير مدة الاختبار العملي
سيتم تحديد مدة الجزء العملي من اختبار القيادة بـ 25 دقيقة فقط، بما يتماشى مع المعايير الأوروبية الدنيا، بدلاً من 55 دقيقة حالياً.
ومن شأن هذا التغيير أن يجعل العملية أكثر سرعة وكفاءة، دون التأثير على جودة التقييم.
6. شفافية كاملة في الأسعار ونسب الرسوب
ستُلزم مدارس القيادة بنشر أسعارها ومعدلات النجاح والرسوب عبر الإنترنت، ما يتيح للطلاب المقارنة بسهولة واختيار المدرسة الأنسب من حيث التكلفة والجودة.
7. رقمنة التدريب والإدارة في مدارس القيادة
تسعى الخطة إلى تقليل البيروقراطية عبر رقمنة عمليات التسجيل والتوثيق، بالإضافة إلى تطوير برامج تدريب إلكترونية خاصة بمدربي القيادة أنفسهم.
8. مقترح تجريبي للتدريب المنزلي
يفكر الوزير في تجربة “نظام تجريبي” يسمح للآباء أو أولياء الأمور بمرافقة السائقين المتدربين في بعض الجلسات، مما قد يوفر جزءاً كبيراً من تكاليف التدريب داخل المدارس الخاصة.
ماذا يقول الخبراء والمدربون؟
يرى العديد من مدربي القيادة أن الخطة الحكومية خطوة في الاتجاه الصحيح، إذ أن ارتفاع عدد ساعات التدريب وازدياد حركة المرور المعقدة جعلا التكاليف ترتفع بشكل مستمر.
وصرّح نائب رئيس الرابطة الفيدرالية لمدربي القيادة قائلاً:
“زيادة عدد ساعات القيادة هي العامل الأكبر في ارتفاع الأسعار، وإذا نجحنا في تقليلها من دون الإضرار بجودة التدريب، فسنحقق فائدة حقيقية للطلاب.”
ما الفائدة المتوقعة؟
وفقاً لتقديرات وزارة النقل، فإن تطبيق الخطة قد يُخفض التكاليف الإجمالية بما يتراوح بين 300 إلى 600 يورو لكل طالب، مع تحسين جودة التعليم من خلال الأدوات الرقمية والمحاكاة الحديثة.
تعمل الحكومة الألمانية على خطة تهدف لجعل رخصة القيادة أسهل في الحصول عليها، خصوصاً للشباب والوافدين الجدد، بدون التأثير على معايير السلامة أو جودة التعليم.
ويغير استخدام التكنولوجيا والتعلم الرقمي في مدارس القيادة بشكل كبير طريقة التدريب، ويوفر توازن أفضل بين الجودة والتكلفة، وقد يكون بحلول عام 2026، الحصول على رخصة القيادة في ألمانيا أسهل وأرخص من أي وقت مضى.
